لا أستطيع ان افكر
ان اجمع افكاري المبعثرة
كأوراقي
كنظارتي الواقعة على الأرض
كشنطتي الملقاة على كرسي
بلا مبالاة
ففي رأسي الف فكرة وفكرة
والتساؤلات تهاجمني من كل مكان
فاحتاج ان أتمهل
ان اشرب كوب من القهوة
فأحيانا تكون القهوة
هي الحل
لا تأتيني، سيدي، بعقلك
ولا تكلمني بعنجهية منطقك
فلا أتحدث لغتك الصعبة
لغتي يفهمها الجميع:
عد بذاكرتك الى الماضي
تذكّر حبك والحنين
أتذكر عندما كنا نلعب
وآمالنا لا يمسها أنين؟
أتذكر عندما نجلس معا
نحلم ونبني احلام السنين؟
ماذا حدث لك؟ اخبرني!
أين ذهب الولد الوسيم؟
أين ذهبت أحلامك
أصبحتَ موسوعة (س) و(ج)
بتّ رجلا فظا تعيسا
تركت جنات ونعيم
تحدثني بغرور كأنما
العلم يوجد فقط في الصين!
قيس لم يتخرج من معهد
ولا ليلى درست ببرلين
ايا رجلا مهما محترما
أفق من سَكَر المثقفين
أفق قلبك الميت فلا
يسوى الانسان بلا معين
حبيب يموت في هواك
ولا كتب مصفوفة بالطين
حبيب يسهر على راحتك
ولا اقلام ترعد الجبين
كلماتك اجعلها رقيقة
تصل الى اذان العاشقين
اكتب شعرا، اكتب نثرا
أَخرج ما بجوفك الحزين
فرسالة حب احيانا
هدية من رب العالمين
ابعد مجهرك عني
وابعد قلمك الأحمر
فأنا لست ورقة امتحان تصححها
ولست طالبتك لتوبخني
ولا ان تعلمني قوانين الفيزياء
لا تحتاج تربيتي
فأنا اربي اجيال
وانت؟
تربي كتب العلوم
والأيديولوجيات
في مكتبتك
لتبقى وحيدا
دون قلب
عودي اليّ بعد يومكِ الطويل
وتقمّصكِ دور اللبؤة
تدافع عن صغارها وتجول في الاماكن
متيقضة، غامضة، وجاهزة للانقضاض
عودي اليّ واسدلي بشعركِ المسجون
اعتقيه من لفتّه الضاغطة
ودعيه يتمايل على ظهرك بتموّجه
دعيه يرتطم على صدري
كالبحر الغاضب
ودعيه يشعر بأناملي تحدّثه
وتسرد أخبار يومي المجنون
فأنا أتوق إلى الجلوس مع شعرك
لأخفي في طيّاته الكثير
عودي اليّ بعد يومكِ الطويل
وتقمّصك دور اللبؤة
اعيدي مخالبك إلى الدولاب
وامسحي وجههك الباهت من التعب
وضعي مساحيق الحب وائتني… قطة
تمشي باستحياء بثوبها المخملي
ائتني لأزيح همّك بابتسامة شكر
وأريح بالك بحلول منطقية
وأكون جبلا صامدا يحميك
لكيلا تكوني لي لبؤة
فهذا الدور لا يناسب عشّنا الصغير
كوني للناس لبؤة
وكوني لي… أنتِ
فلتعزف الموسيقى
ولترتفع الألحان
فلا أقوى الجلوس في صمت مع نفسي
فلتدق الطبول
ولتعوي القيتارة
ولا اسمع قلبي المفتون المقتول يبكي
لا أقوى سماع العتب
ولا أقوى البكاء اكثر
تعبت…
فلتعزف الموسيقى الصاخبة لأرقص
وأتوه في جنون الحياة
مع من يراهم البعض احياء
ونرى أنفسنا اشلاء ممزقة
تنتظر النسيان
لا أقوى الجلوس في صمت مع نفسي
نحتسي القهوة ونحن نعلم بأن مرارة الأيام
ليست بلذة مرارة القهوة
فنعيش معها واقعنا المرير
نتذكر الآهات ودروس الحياة الصعبة
نتذكر مَن كانوا معنا يوماً
وابتعدوا بلا سبب
ونتذكر من كانوا معنا يوماً
وابتعدوا بعدألف سبب
وألف غصّة
وألف دمعة
ونحتسي القهوة المُرّة
نتذكر مرارة الفراق
ونغوص في احلامنا المتكسّرة
فنكاد نراها أمامنا خلال البُن الداكن
الا انها تتضح
سراب
فنأخذ رشفة أخرى نتعذب بالمرارة
قهوتنا: واقعنا المرير
وذكرياتنا المؤلمة
واحلامنا المتكسّرة
فربما (دلق) القهوة
يُبعد الشر فلا نتذكر
شر ذكرياتنا وافكارنا
وخيالنا الجامح
(وألف (لَو
خذيني يا قهوتي الى الماضي
واتركيني أسبح في جراحي
وأذوب
لأشرب بعد مُر قهوتي
كوباً من الماء
يصفّي ذهني
ويعود بي الى اليوم
عذبيني، يا صغيرتي، عذبيني
فوجودك في حياتي يكفيني
عذبيني
واخبريني بأنك لا تعشقيني
وليس لديك الوقت لتفاهاتي
عذبيني بنظراتك البريئة
لا تجرحي برائتك بآهاتي
عذبيني بابتسامتك الخجولة
بعدم مبالاتك بسنيني
فالشيب الابيض في شعري
لا يذكر سواد السنين
والقلب حينما ينبض
لا ينفك يتذكر الحنين
عذبيني وذكريني بالحياة
فالذكرى تنفع المؤمنين
ابحثي عن ذرة من آمالي
وذكريني بحياة العاشقين