رسالة إلى زوجي الشرقي المتحضّر
زوجي العزيز
لا تسيء الظن بي وتحسبني جاهلة، فأنا لست بجاهلة. تربيّت في منزل محافظ، نعم، ولكن ذلك لا يعني بأني على جهل بالدنيا وأمورها. فقد انتهى زمن أن تكون الزوجة تمثال يخرج من منزل والدها ليزيّن به الرجل مملكته. لا، انتهى زمن الماضي الجميل، كما تحب أن تردد، وها نحن في زمن تستطيع فيه المرأة أن تستقل بذاتها
لا تظن بأني لا أعلم أين تذهب وماذا تقول، ومع من تجلس، فأنا أسكت بمزاجي
زوجي الشرقي المتحضر
كفاك العيش بازدواجية، تجلس في ندوات وورش عمل للتطوير من ذاتك وقدراتك وأنت تخالط النساء وما أن تعود إلى المنزل لا تتذكر الكلام البسيط والعادي الذي تناولته معهن وتفتعل معي أي شجار لأن كبريائك الذكوري الشرقي لا يتخيل أن أكون، أنا، زوجتك، في مثل هذا الموقف
كفاك العيش بازدواجية، تناقش مواضيع المرأة وحريتها الشخصية وعقليتك المنفتحة نحو اختيار المرأة لشريك حياتها، وملابسها، وصديقاتها ، وتنسى كيف وقفت يوما لتختار “ملابسي” وصديقاتي و”زوج ابنتي المستقبلي”
زوجي الشرقي المتحضر
أراك منهمك في الشؤون الدولية ناسيا شؤون عائلتك
أراك تتهجم على طريقة تربية البعض لأولادهم وخطورة الضرب وأنت لا تجلس مع أبنائك، كأن ما تفعله أقل قسوة من الضرب
زوجي الشرقي المتحضر
لا تنسى بأن كما لك حقوق فعليك واجبات
وكما تعلم
فزمن ان تكون فيه النسوة اكسسوار قد انتهى وأنا ارى الكثير ممن اتخذن الرجل اكسسوار لحياتهن
فكما أنك شرقي متحضر تنسى معدنك الشرقي الأصيل فأنا على أتم استعداد أن أنسى معدني الشرقي الأصيل وأريك شخصيتي الجديدة: زوجتك الشرقية المتحضرة جدا جدا جدا
Leave a Reply